UA-85459660-1

Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.

Poésie

  • إليك سيدي

     

     

    yassine.jpg

     

     

    سيدي،

    طول الطريقْ، وقلة زادي ومقاساة الخلقْ، وأنت قد سبقت. لا أقول مضيت. عذرا سيدي وعذري يحتاج إلى اعتذار وأنا لم أسعفك إلا بمحبةِ قاعِدٍ خاملْ/ ومن يجاريك ومن يضاهي منك الشمائلْ/

    هل يغني أن أشق أكباد الكلمات إليك عسى تمدها من معناك وتردُّها إليَّ كحمام زاجلْ/

    ولكن سيدي، كلماتي مثلي ليسَتْ كلُّها رواحلْ/

     ولكم وددتُ صحبة في هجرتك، وهجرة في نصرتك، وأخرى نحبها، نصر وفتح قريب في حضرتك... وكم وددت... من بعيدْ/

     وأنا سيدي لا أبدئ لنفسي ولا أعيدْ/ فامسح على رأسي بكفك وتلقفني ببردتك قبل العثورْ. وقل لي إن أحسنتَ فلا تبتئس!

     كم وددت أن تُلبسَ كلماتي معناها قبل أن تمضي. لكنك ما مضيت. فمثلك لا يودع ولا يبرح. وسلاطين أزقة الأرض قد قضوا بلا عَدّ ْ / أكلت دابة الدنيا مِنسَآتهم وهم أحياءْ، فخروا غير سُجَّدْ/

    هل أغنى ما طن حواليهم من طلاب حظ وظلٍّ زائلْ/

     وأنت سيدي ارتحلت مع بَنِيِّ الآخرة... تطلب مقعدَ صدق ونعيما وملكا عظيما عند علام الغيوبْ/

    لا كسلاطين الأزقة والدروبْ/ لبثوا بعض يوم... وما لبثوا أن حلَّ الغُروبْ/

     وأنت لم تنقطع... فلك بنونَ صالحون من كل فج عميق، وفي كل فج عميق لك يدْعُونْ؛

    ومِيرَةُ علم نافع عليها في سِنِيِّ الجهل بالخالق والجهل على المخلوق...يقتاتونْ

     وعين ولاية جارية لعابري المنهاج ومقتحمي العقبةْ/ سيدي، وأنت مِن حُبِّ الآفلين قد فَكَكْتَ كم رقبة ً ورقبَة ْ/

    ليتني استطعت معك صبرا، وقصصت آثارك بقوة وهببت معْك هبَّة ْ/ ليتني غلام تناولـُه حوتا لا يموت شيَّا/ يُعْلمني سَبْحُه متى صِرتُ حيَّا/    

     اسقني سيدي كما عَوَّدْتني، فإني كنت كلما فقدتُ القافلة ْ/ وانقطع رجائي في مرور السَّابلَة ْ/ وأغمضتُ جفني موقنا بالردى، أفقتُ فإذا بك تناولني... خِطامَ الراحلة ْ/

     وتريني، من جديد، صُوَى الطلب والذوقْ/ منذ مررت ببابك ذات صباح، أريد خبزا لجوع بطني، فقلتَ ارفع بصر قلبك فوقْ/ وكان عليك برنس ومنه عليك قبة بشرية مخروطية، كأنك قد عُدتَ لتَوِّك من بيعة رقراقة تحت الشجرة. ناديتني فأتيتُ على شوق ْ/  ناولتني كُمَّ برنس مضمخا بعطر القرب. " تناولْ "... لمستـُه على استحياء فانكشفت لي عورتي الباطنة ووضعتُ رجلي على عتبة جهلي وشب عَمْري عن الدعوى ... وكان قد لفني منها ألف زنًّار ٍ وطوقْ/

     عطر كمك في خياشيم روحي وفي يدي لا يبلى... سيدي/

    يقولون صوفي. ما أنصفوك. حين قبَّلتُ يدَك الناعمة البيضاء من غير سوء ...عرفتُ أنك سُندسِيّ ْ!

     وعرفت أن لا حاجة لي للبس الصوف... فأنت سُندسِي!

    ولم تطب لك الخلوات، وما مكثتَ تستلذ الأحوال وتحصي المقامات. بللتَ كمك بعطر الإحسان لكل عابر سبيل عسى تنالـُه نسمة قرب. غيرُكَ كتموا مسك قلوبهم وأنت... كموسى يدعو ربه "وأرسل إلى هارونْ"/

     بَثَثـْتَ روحك في كل وادْ/ فأنبتَهَا رجالا ربُّ العبادْ/ واحترفت لنا الدعاء : " يا رب توَلَّ فلان، وفلان، وفلان وفلانْ، إلى مد البصر...فيمن توليتْ!"

    ولم تسألنا على حرفته أجرا. لم تسألنا إلا أن نريد.

     "عليك أن تريد، عليك أن تريد، عليك أن تريد!"

    آه سيدي، سيدي، علي أن أريد، علي أن أريد...أنَّى لي؟ رِد لي سيدي، رد لي وأوردني عينك الجارية فإني لا أحسن أن أريد، لا أحسن شيئا... ولا يأتي مني شيء ولا بد منْكَ...لي!

     وقلت "تحدث عني!"... وها أنذا أتحدث عن، عن، عنك... أحاولْ/

     وأنت سندي ومَتنِي وذهَبُ السلاسلْ/ وأنت الرجل الصحيح المتواتر في ديوان الرجال، وشانئك موضوع مكذوب متروك غيرُ ذي طائلْ/

    وأنت عبد من برْدٍ وسلامْ/ النظر سلامْ؛ الحديث سلامْ؛ المجلس سلامْ؛ اللقاء سلامْ؛ والفراق سلامْ.  

     فالسلام عليك سيدي ورحمة الله... لا أقول عليك السلامْ/

     

     

     

     

     

    رضا 

  • .....

     

     

     

    hirondelle.jpg

     

        

    أسراب السنونو 

    حين يولي ظهرا...لها الربيعْ

    وأسراب السنين...

    حين يجف النجم

     تحت دثار من صقيعْ

     

    ...وتضل الرجعى

    لم ترعَ قول شفيعْ

    وعن وأد بديع

     شيئا من خبز 

    ظنه ملثم

    حاجة أمير صريعْ

    ويموت القوم

    وينتصب كموت

    كحياة

    كقلب يطرق، يطرق الباب

    ينادي

    هل من سميعْ

     

    هل من سميعْ؟

     لم يفترس كـُثيرا

    بظهر غيب

    ومن رفاتٍ

    تَخِذَ جسرا لقوتٍ سريعْ

     

    هل تخضر به أوراق شِعر

    وأبياتٌ خوارجُ على مطاع

    ومطيعْ

    يدوس الزهرا... تضيع آثاره

    تحت حوافر القطيعْ

     

    ناداه الراعي في سِنة نوم

    على صهوة كميت

     يقفوه الليل

    يصرخ... يصرخ لا تقتلني،

    دعني... من لبن خلقتُ

    دع فطامي

    إني أبدا رضيعْ

     

    وتجوع روح من أسلموه

     وأسلموا الكلمات

    أدراج الرياح

    تضيعْ

    ولا تقتات أسراب السنونو

    حين يولي ظهرا

    لها الربيعْ

     

     

     

  • ولأنك القمر

     

    20 

    لأنك القمر.jpg

     

     

     

    ولأنك القمرُ

     

    وهَيْبة النَّوَى قد

     

    أحْدَقت بك

     

    وهالة حسنٍ

     

    حواليك تنتشرُ

     

    من رَذاذ نور

     

    من حُباب ماء

     

    على أجراف الشوق

     

    ينكسرُ...

     

    ينشطرُ

     

     

     

     ولأنك القمرُ

     

    لا ند له في سماء شاعر

     

    لما غاب عن ناظري

     

    مكثتُ أنتظرُ

     

     

    رضا