UA-85459660-1

Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.

  • أخبار الاحتلال

     

     

     

    أمجد_رسمي.jpg

     

     

    أخبار الاحتلال

     

     

     

    كلَّ صباح أفيق، يقول المذياع الساهر قربي: فلسطين محتلة؟

    أسأله ساذجا: - هل باتت محتلة؟ - نعم، باتت محتلة! وفي دبدباته نبرة أسى من أثير...

    أمزق نهاري بقربه، سائلا، لعله، لأطمئن، يغير ردهْ: - هل ستـُضْحِي محتلة؟ - نعم، ستضحي محتلة! - وستمسي محتلة؟ - نعم ستمسي محتلة!

    وستبيت؟...نعم محتلة!

    كالليلة الماضية وليالٍ ماضيات...

    ساذجا أسأله ثانية: ومن تجرأ أن يجعلها كذاك؟

    يجيبني بأن قوما ينفِذُون الاحتلال، وقوما يرْقبون من فوق التلة...لأن فوق التلة قعرَ نفط، أصله ربما، رفات قوم بادوا بنصيب من احتلالات غابرة، كهؤلاء الذين يحملون الموت على ظهورهم، لا فرق بيني وبينهم إلا أني هنا وهم هناك!

    مضى المذياع على إيقاع الاحتلال... يقتل تسعة، يقتل سبعة، يقتل عشرين أو عشرة...

    أنت من قتلهم، أيها المذياع؟ كلا...

    قتلهم الاحتلال، ثم أعادت قتلهم على الآذان، على العيون، قصاصات متضاربة من هيئات مستقلة، وأخرى معه وأخرى ضده...ْ

    ثم سِيقت أخبار متفرقة ْ: الاحتلال يدوسُ مصورا، جاء يُخلد فلسطينيا انبَجَس دمُهْ، حين رشق الاحتلال البشر...ولكل احتلال مشرَبُهْ...

    كم هو جميل، الدم يتهاوى كالشلال...لكِن ِ المصورُ المسكين، صادروا جسمه، آلته، أشرطتهْ، الموت مقابل الإعلام، كما الأرض مقابل السلام...

    لم يقبلوا جله...بل كله.

    الاحتلال يفتح المَخنق دقيقة ودقيقة صمتٍ كثير، لتعبر حاملٌ في المخاض تحمل المخاض... تحت عدسات المراقبين...

    الجندي يَشزَرُ بطنَها: " ما لهذا الفلسطيني الجنين يستعجل الولادة كدولته المستقلة ْ... وعاصمتها طابق القدس الأرضي فقط؟"

    هل ستحيى أمه كي تراه، حاملا بجثته هذه المرة، نعشٌ من جذع زيتونة أو نخلة؟ هل يجود عليها الاحتلال بالوضع أم تؤجل إلى مخاضات الحل النهائي...تصيرُ نعشا لجنينها وكفَنَهْ...فهو خير لهْ!

    هل يُنظرها الاحتلالْ حتى ترى ابنها يبلغ أشده، يبني مستقبله... يغادر سجنه، بعد سِنِي أمعاء عجاف، وهِي ترافقه، وهو يحكي، أن "الهيئة الدولية لما لا طاقة لنا به" التي يرأسها أحد أبناء الزقاق من السائرين في دروب التنميةْ، قد راقبت كم شف صِفاق البطن عما تحتهُ...من الأحشاء. " وإذ بلغ الجوع العتبة الأممية المسموحَ بها، ومصداق الفصل السادس من الميثاق، المصوغ على معايير آلامنا المعترف بها، أصْدِرَت التوصية..."

    الاحتلال يهدم ستين بيتا، بعد تقرير لخبراء هيئة اسمها "الحفرُ-آتٍ،" أكد على عجل، أن ليس تحت أساسها أي هيكلِ شَرعية...

    الحفر آت، آت، على هياكل القوميات، الطائفات وبين الحارات...

    الاحتلال يهدم الأقصى، لأن تحته شبهة هيكل، يقتضب انتظاراتنا الانتظارية...

    قام الخليج قومة عاتية، عنوانها "دابل يو، دابل يو، دابل يو، / دوت / " إلا الأقصى! " /دوت/ نيت!" ينطقها مسلمون من شتى الجنسيات...لم يمت لهم قريب عند معبر...

    ومن الغد ازدان فراش الإعلام بفضائية أخرى، تغطي على الهواء مباشرة إعادة بناء الأقصى بعيدا، بعيدا، في أقصى مدينة برازيلية أو شيلية قاصية...لا تحزن أيها الأقصى، لست وحيدا، فلسطينيو الـرافدين فـَرَطُكَ هناك...واسمك منذ اليوم في اليونيسكو قـُصَي ...دون صيغة تفضيل...

    يكفينا حَرَمَانْ...لنؤدي القربات ْ...

    إنما هي إبعادة واحدة...

    وهناك...   

    لن تطولك بعدُ معاول الاحتلال، في المذياع حين أفيق...فأجدك ساهرا بقربي، محتلا بأخبار الاحتلال...