ناقة المقاومة
خلوا سبيلها فإنها مأمورة
وعن خطامها الطاهر...لو أزحتم
أيديكم المقذورة،
هيهات تنقاد لكم،
قلوبكم كقصوركم من الإباء...
مهجورة!
أستغفر الله...بل هي معمورة
بالراقصات من كل أفْق…
على جروحنا الراعفة
المفغورة!
بقينات تسقيكم خمرا
مزاجها دماء حُرُم
مغدورة!
وجروحنا أفواه مفغورة
تصرخ حمما… وبراكين
مسجورةْ،
تقول لكم:
خلوا سبيلها فإنها مأمورةْ
إنها أقسمت
وأقسامها مبرورةْ
لن تلقي جرانها إلا في
رُبَى القدس المباركة المعمورةْ
في أقصى مسجد موعدها
في أدنى الأرض مربضها
وإن في الكتاب لأدنى الأرض
بعد فَرٍّ...كرةٌ منصورةْ...
في أدنى الأرض مربضها
لا فوق قمم دحرجتكم عنها
عزائم منخورة…
يا ليتكم فوق "القمم" صقورا
لا عصافيرَ رَعْشَى، مقرورةْ
يا ليتكم أسودا
لا سحاليَ تنادت مذعورة:
ادخلوا مساكنكم لا يَحْطِمَنَّكُمْ
جالوتُ صهيون
وجنوده المسعورةْ!
خلوا سبيلها
ففي يمين الإله خطامها
وأوثانكم مكسورة
تنادي شهيدا شهيدا
لزفافه وقبل الموت الرشيد…
يبذر بذورهْ
ليوم النصر…وما يوم النصر!
يوم تُخسى الكلاب العقورةْ
عن مسرى محمد ومرقاته
إلى السموات المفطورةْ
يوم تكون لجالوت ثانية
مع الحجرْ، مع القدرْ
جولة مخسورةْ!...
خلوا سبيل المقاومة
إنها مأمورةْ
ورايات النصر بنواصيها
مضفورةْ!
صلى الله على محمد وآله وأصحابه ومن والاه.
"عسى الله أن يأتيني بهم جميعا" عراقَنَا وفلسطين، ما فقدنا أحدهما إلا وتلاه الثاني ليعودا أجمعين.
مائتا عام إلا قليلا لبث الفرنجة الصليبيون في فلسطين وأسسوا مملكة سموها "مملكة أورشليم" تبادل معها سلاطين ذلك الزمان من المسلمين، كما اليوم، سفاراتهم وهداياهم بل وجزيات معكوسة مقابل سلام كاذب، بينما كانت جميع أسباب القوة متوافرة، إلا إرادة عازمة صامدة متوكلة على الله عز وجل. جاء صلاح الدين يوسف رحمه الله واستعاد القدس بعد موقعة حطين الظافرة، ثم سقطت من بعد موته ثانية في تزامن مع سقوط بغداد في يد المغول، وصار المسلمون كالشياه الشريدة في ليلة مطيرة… حتى إذا استيأس الناس وظنوا أنهم قد غلبوا، أذن الله عز وجل فابتعث من أرض مصر جنوده من المماليك الذين نازلوا في، ظرف وجيز، جيوش الصليبيين في مرج دابق وجحافل المغول في عين جالوت، فانكسرت شوكة هؤلاء وأولئك، فانجلى الصليبيون وأسلم المغول وصاروا مددا للإسلام…
لا تخف، للأقصى رب يحميه، ينجيه، يؤويه…
دولتهم ذاوية، ولدت تقتل ذات اليمين وذات الشمال، شبت تقتل ذات اليمين وذات الشمال، وشابت تقتل ذات اليمين وذات الشمال،
تعبت يداها وما أتعب الشهداءَ الموتُ،
وما تعبت الحياة من العود إليهم،
كأنما نفس الشهداء قد رأوا ما عند الله عز وجل من كرامة فسأل كل واحد منهم أن تكون له ألف نفس، تموت في الله ألف مرة... فأخذ الله سبحانه بطلاقة قدرته يحييهم فيقتلونهم فيحييهم فيقتلونهم ثم يحييهم فيقتلونهم ثم يحييهم…
من يا ترى سيمسه النصب واللغوب؟ من يحيي ويميت ويبدئ ويعيد أم من جُعل مفتاحَ شر مغلاقَ خير؟
كفكف دمعك ومُر بإيمانك، بإيقانك، بإحسانك البيت يعود حجرا فوق حجر…هادموك الحجر…هادموك الحجر…ليسوا بشر…خذ مني شوقا يحضنك، يحفظك في ليل الظلم الداجي، الظلم له أجله كما للنصر أجله، كما للحياة أجلها، كما للموت أجله، وانظر كبرياء الله، وقل: مسكين من اقترف ما اقترف، يوم يكون الناس كالفراش المبثوث وتكون الجبال كالعهن المنفوش…فأما…وأما…
من فاته الله فاته كل شيء!