UA-85459660-1

Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.

  • ناقة المقاومة


     


     

    ناقة المقاومة






    خلوا سبيلها فإنها مأمورة
    وعن خطامها الطاهر...لو أزحتم
    أيديكم المقذورة،
    هيهات تنقاد لكم،
    قلوبكم كقصوركم من الإباء...
    مهجورة!
    أستغفر الله...بل هي معمورة
    بالراقصات من كل أفْق
    على جروحنا الراعفة
    المفغورة!
    بقينات تسقيكم خمرا
    مزاجها دماء حُرُم
    مغدورة!
    وجروحنا أفواه مفغورة
    تصرخ حمما وبراكين
    مسجورةْ،
    تقول لكم:
    خلوا سبيلها فإنها مأمورةْ
    إنها أقسمت
    وأقسامها مبرورةْ
    لن تلقي جرانها إلا في
    رُبَى القدس المباركة المعمورةْ
    في أقصى مسجد موعدها
    في أدنى الأرض مربضها
    وإن في الكتاب لأدنى الأرض
    بعد فَرٍّ...كرةٌ منصورةْ...

     

    في أدنى الأرض مربضها
    لا فوق قمم دحرجتكم عنها
    عزائم منخورة
    يا ليتكم فوق "القمم" صقورا
    لا عصافيرَ رَعْشَى، مقرورةْ
    يا ليتكم أسودا
    لا سحاليَ تنادت مذعورة:
    ادخلوا مساكنكم لا يَحْطِمَنَّكُمْ
    جالوتُ صهيون
    وجنوده المسعورةْ!
    خلوا سبيلها
    ففي يمين الإله خطامها
    وأوثانكم مكسورة
    تنادي شهيدا شهيدا
    لزفافه وقبل الموت الرشيد
    يبذر بذورهْ
    ليوم النصر…وما يوم النصر!
    يوم تُخسى الكلاب العقورةْ
    عن مسرى محمد ومرقاته
    إلى السموات المفطورةْ
    يوم تكون لجالوت ثانية
    مع الحجرْ، مع القدرْ
    جولة مخسورةْ!...
    خلوا سبيل المقاومة
    إنها مأمورةْ
    ورايات النصر بنواصيها
    مضفورةْ!






    صلى الله على محمد وآله وأصحابه ومن والاه.
    "
    عسى الله أن يأتيني بهم جميعا" عراقَنَا وفلسطين، ما فقدنا أحدهما إلا وتلاه الثاني ليعودا أجمعين.
    مائتا عام إلا قليلا لبث الفرنجة الصليبيون في فلسطين وأسسوا مملكة سموها "مملكة أورشليم" تبادل معها سلاطين ذلك الزمان من المسلمين، كما اليوم، سفاراتهم وهداياهم بل وجزيات معكوسة مقابل سلام كاذب، بينما كانت جميع أسباب القوة متوافرة، إلا إرادة عازمة صامدة متوكلة على الله عز وجل. جاء صلاح الدين يوسف رحمه الله واستعاد القدس بعد موقعة حطين الظافرة، ثم سقطت من بعد موته ثانية في تزامن مع سقوط بغداد في يد المغول، وصار المسلمون كالشياه الشريدة في ليلة مطيرة… حتى إذا استيأس الناس وظنوا أنهم قد غلبوا، أذن الله عز وجل فابتعث من أرض مصر جنوده من المماليك الذين نازلوا في، ظرف وجيز، جيوش الصليبيين في مرج دابق وجحافل المغول في عين جالوت، فانكسرت شوكة هؤلاء وأولئك، فانجلى الصليبيون وأسلم المغول وصاروا مددا للإسلام
    لا تخف، للأقصى رب يحميه، ينجيه، يؤويه
    دولتهم ذاوية، ولدت تقتل ذات اليمين وذات الشمال، شبت تقتل ذات اليمين وذات الشمال، وشابت تقتل ذات اليمين وذات الشمال،
    تعبت يداها وما أتعب الشهداءَ الموتُ،
    وما تعبت الحياة من العود إليهم،
    كأنما نفس الشهداء قد رأوا ما عند الله عز وجل من كرامة فسأل كل واحد منهم أن تكون له ألف نفس، تموت في الله ألف مرة... فأخذ الله سبحانه بطلاقة قدرته يحييهم فيقتلونهم فيحييهم فيقتلونهم ثم يحييهم فيقتلونهم ثم يحييهم
    من يا ترى سيمسه النصب واللغوب؟ من يحيي ويميت ويبدئ ويعيد أم من جُعل مفتاحَ شر مغلاقَ خير؟
    كفكف دمعك ومُر بإيمانك، بإيقانك، بإحسانك البيت يعود حجرا فوق حجر…هادموك الحجر…هادموك الحجر…ليسوا بشر…خذ مني شوقا يحضنك، يحفظك في ليل الظلم الداجي، الظلم له أجله كما للنصر أجله، كما للحياة أجلها، كما للموت أجله، وانظر كبرياء الله، وقل: مسكين من اقترف ما اقترف، يوم يكون الناس كالفراش المبثوث وتكون الجبال كالعهن المنفوش…فأما…وأما
    من فاته الله فاته كل شيء!

     

     

     

  • ماذا تريد

     

    ماذا تريد؟

    سؤال صغير لكن ما إن تروم جوابا عنه حتى تجد نفسك في تخبط بين جهل بما تريد ووجود إرادات أخرى تريد مكانك وتوهمك أنك أنت الذي تريد. لا أتحدث هنا عن موقع إرادة الإنسان من إرادة خالقه جل شأنه، ذاك ثابت معلوم، كيفه مجهول لأنه وراء طور العقل، وإن وراء العقل أطوارا، ثم الإيمان به واجب. ولا أتحدث عن الاستبداد السياسي الذي يصادر إرادة الانسان ولا عن الموضات التي ترهن إرادة النساء ومن في حكمهن. أتحدث عن القسم الذي يشعر فيه الإنسان أنه مالك لإرادته وقراره.

    تريد شيئا وتتخذ القرار بناء على تلك الإرادة الأولى، ثم تجد نفسك كأنك تدحرجت بين ألوان طيف، من الداكن إلى نقيضه،- لست أدري لماذا ارتبط الداكن في ذهني بالحزم؟- فأذهبت الحزم والجزم الأولين؛ ألوان طيف هي انشطار إرادتك الأولى إلى إرادات صغيرة تتوزعك، وحينما تريد أن تجمع شتاتها من جديد كيما توقف الإرادة الأولى على قدميها، تجد نفسك أمام إرادة أخرى، أمام "مصنوع إرادتي" آخر، كمن فكك آلة، قطعة، قطعة، ثم شرع يركبها من جديد، حتى إذا فرغ وجد نفسه أمام آلة أخرى لا تشبه الأولى إلا متفرقة غير مجتمعة -هذه عادة المغاربة مع الآلة- صار مخترعا في غياب إرادته ونيته، مستسلما لمخترَعه و منقادا إليه. تريد أن تنسى شيئا لتبدأ حياة جديدة في يأس حلو من ذلك الشيء، واليأس باب من أبواب الحرية، - اليأس مما في أيدي الناس وليس مما في يد الخالق، ذاك لا غنى عنه - تحزم تفكيرك وتركزه على شيء آخر، تتموج على سطح ذلك الشيء أطياف تتدحرج على سُلمها، تجد نفسك في قاسم مشترك بينه وبين ما كنت تريد جاهدا وقررت عازما نسيانه وها أنت من جديد في شباكه، تعجبك البينية، -بين بين،- لأن الانسان بطبيعته لا يحسم الغموض إلا تحت خوف مزعج أو شوق مقلق، ثم تسلمك البينية إلى وضعيتك القبلية، وها أنت بمكر من إرادتك أو غفلة أو سخرية، نقضت إرادتك الأولى الحازمة.

    هل يكمن الخلل في أنك لم تحدد قبلُ إرادتك الكبرى في هذا الوجود كي تندرج تحتها بسهولة إراداتك الصغيرة فتنْظِمَها وتصففها تصفيفا يجعلك لا تتيه ولا تضل طريقك في كل لحظة؟ ماذا تريد إذن سؤال كبير يتطلب جوابا كبيرا، ليس بالسهولة التي تتبادر أول وهلة. ماذا تريد؟ جوابه معقد فرس نفسك، ومنطلق فكرك وحركتك. هل طرحته أصلا على نفسك...ماذا تريد؟ ما أداة استفهام عادة لغير العاقل، ذا اسم إشارة للقريب...هل ما تريده من قبيل "القريب" و "غير العاقل" والعقل الضبط والربط؟ أم الأصح أن تقول ما الذي تريده؟ السؤال بهذه الصيغة يوحي أنك بدأت في تحديد ما تريده والإشكال فقط في الاختيار...هل تريد أصلا شيئا؟ ما هو؟ ما هو أكبر همك؟ هل ستجعل منه إرادتك لأنه فقط هم كبير، كطفل صغير يحب من الأشياء ما كبر حجمه ليباهي به، أم ستختار همك بحرية وتجعله عاليا يرتقي بك ويرقيك؟ ماذا تريد؟ ماذا تريد؟...

    من وحي لحظة حيرة، و"من عظمت حيرته، عظمت معرفته - ابن عربي الحاتمي."